مجنون ليلى :
هو قيس بن الملوح بن مزاحم بن عدس بن ربيعة بن جعدة بن كعب بن ربيعة
بن عامر بن صعصعة
وقد ورد اسمه في بيت لحبيبته ( ليلى ) إذ قالت فيه :
ألا ليت شعري والخطوب كثيرة *** متى رحل قيس مستقل فراجع
وأما ليلى :
فهي ليلى بنت مهدي بن سعد بن مهدي بن ربيعة بن الحريش بن كعب بن ربيعة
بن عامر بن صعصعة
وتكنى أم مالك ..
وقد عشقها وأحبها وهما صبيان ، وعلق كل واحد منهما صاحبه ، وهما يرعيان مواشي أهلهما ،
فلم يزالا كذلك حتى كبرا ، فحجبت عنه ، ويدل على ذلك قوله :
صغيرين نرعى البهم ياليت أننا *** إلى اليوم لم نكبر ولم تكبرالبهم
سبب عشق المجنون لليلى والع** :
أقبل المجنون ( قيس ) ذات يوم على ناقة له كريمة ، وعليه حلتان من حلل الملوك ،
فمر بامرأة
من قومه يقال لها : كريمة ، وعندها جماعة نسوة يتحدثن ، وفيهن ليلى ، فأعجبهنَّ جماله وكماله ،
فدعونه إلى النزول والحديث ، فنزل وجعل يحدثهن ، وأمر عبداً له كان معه فعقر لهن ناقته ،
وظل يحدثهن بقية يومه ، فبينا هو كذلك إذ طلع عليهم فتى عليه بُردة من بُرد الأعراب يقال له :
مُنَازل ، يسوق معزىً له فلما رأينه أقبلن عليه وتركن المجنون ، فغضب وخرج من عندهن وأنشأ يقول :
أأعقـــــر من جــــرا كريمـــة ناقتي *** ووصـــلي مفـــــروش لوصل منازل
إذا جــــاء قعقعن الحلـــي ولم أكـن *** إذا جئت أرضى صوت تلك الخلاخل
متى مـا انتضلنــــا بالسهام نضلتـه *** وإن نرم رشقا عندها فهو ناضلي
قال فلما أصبح لبس حلته وركب ناقة له أخرى ، ومضى متعرضاً لهنَّ ، فألفى ليلى قاعدة بفناء
بيتها وقد علق حبه بقلبها وهويته ، وعندها جويريات يتحدثن معها ..
فوقف بهن وسلَّم ، فدعونه إلى النزول وقُلْنَ له : هل لك في محادثة من لا يشغله عنك منازل ولا غيره .
فقال : إي لعمري . فنزل وفعل مثل ما فعله بالأمس ، فأرادت أن تعلمَ هل لها عنده مثل ما له عندها ،
فجعلت تعرض عن حديثه ساعة بعد ساعة ، وتحدث غيره ، وقد كان علق بقلبه مثل حبها إياه
وشغفته واستملحها ..
فبينا هي تحدثه إذا أقبل فتى من الحي فدعته وسارته سراراً طويلاً ، ثم قالت له : انصرف .
ونظرت إلى وجه المجنون قد تغير ، وانتقع لونه ، وشق عليه فعلها .
فأنشأت تقول :
كلانا مظهر للنـاس بغضـاً *** وكل عند صاحبـــه مكيــن
تبلغنــــا العيــون بما أردنا *** وفي القلبين ثَمَّ هوى دفين
فلما سمع البيتين شهق شهقة شديدة ، وأغمي عليه ، فمكث على ذلك ساعة ،
ونضحوا الماء على وجهه حتى أفاق ، وتمكن حب كل واحد منهما في قلب صاحبه حتى
بلغ منه كل مبلغ ..
أكتفي معكم اليوم في هذا اللقاء وأتمنى أن أرى متابعتكم حتى أتم لكم
المزيد المزيد عن المجنون ،
وأنصح أصحاب القلوب الرقيقة المرهفة أن لا يتابعوا موضوعنا هذا ،
لأن فيه من الوجد والأسى ما يفتت حجر الصوان ..
الحلقة القادمة بعنوان : ( ليلى ترفض الزواج من المجنون قيس !! )