لا يقتصر الصراع بين مانشستر يونايتد بطل إنجلترا مع ليفربول وصيفه على كرة القدم فحسب فالمباراة كانت تجارية في البداية لكنها بطريقة أو بأخرى تحولت إلى ملاعب كرة القدم كون الجماهير هي من عانت بسبب هذا الصراع في البداية لذا فهي تعيشه منذ أكثر 300 عاماً وحتى الآن، أنها حرب دائمة من أجل التفوق واثبات الأفضلية في بلاد مهد كرة القدم بين أكثر من حققوا الألقاب فيها .
اشتهرت مدينة ليفربول في العصور الصناعية في القرن السابع عشر بمينائها وأهميته فيما عرفت مانشستر ببراعتها في التصنيع وكان الصراع ثنائياً من أجل إثبات التفوق لكن الميزة التي امتازت بها مدينة الريدز ذهبت عند بناء قناة ملاحة مانشستر التي باتت أكبر قناة ملاحية في العالم مما تسبب في أن يفقد عدد من العاملين في مطار الليفر وظائفهم مما أشعل مشاعر الكراهية بين أبناء المدينتين.
مباريات قديمة ونتائج تاريخية
حقق ليفربول أكبر فوز في تاريخ المواجهات مع مانشستر بنتيجة 7-1 في 12 أكتوبر 1895 ضمن مباريات دوري القسم الثاني الإنجليزي في ملعب الريدز أنفيلد رود، فيما كان انتصار المان الأقوى في الخامس من مايو عام 1928 في الدوري الممتاز على مسرح الأحلام أولد ترافولد بنتيجة 6-1.
لعب الفريقان 177 مباراة ما بين دوري بقسميه وكئوس إنجلترا والرابطة والدرع الخيرية وغيرها حيث كان التفوق للمان في 68 مواجهة مقابل 59 فوز للريدز و50 تعادل منها لقاء 22 أغسطس 1953 الذي شهد النتيجة الأعلى في التعادلات 4-4 في ملعب الأنفيلد.
لم يلتق مانشستر مع ليفربول أوروبياً والغريب أنه رغم تقدم رباعي المقدمة الإنجليزي تشيلسي وأرسنال والريدز والمان يونايتد للأدوار النهائية في المسابقة الأوروبية خلال السنوات الست الأخيرة لم تحدث أي مواجهة أوروبية مباشرة بين الاثنين رغم حدوثها بين كل الآخرين تشيلسي وأرسنال وليفربول وتشيلسي وليفربول وأرسنال ومانشستر وتشيلسي ومانشستر وأرسنال.
عهد بوسبي الذهبي
صمم المدير الفني الاسكتلندي للمان يونايتد مات بوسبي عند توليه المسئولية الفنية للفريق أن يقوم هو باختيار اللاعبين الذي يحتاجهم وأن يشرف عليهم بنفسه وهو ما كان غريباً وقتها وهذا الشيء قوبل بالموافقة في مانشستر ورفضه الريدز مع نفس المدرب الذي لعب 3 سنوات في الأنفيلد خلال الفترة من 1936 حتى 1939.
شهدت فترة تولي بوسبي فوز مانشستر بالدوري 5 مرات ونفس الرصيد للدرع الخيرية ولقبين للكأس والكأس الأهم التي توجت الشياطين ملوكاً على أوروبا في عام 1968 عندما سحقوا بنفيكا 4-1 في ويبملي.
قاد بوسبي المان للفوز 15 مرة على الريدز وكان الفوز الأكبر في أولى مواجهاته مع ليفربول في 11 سبتمبر 1946 وبخماسية نظيفة وخسر الديربي التاريخي في تسع مناسبات منها أخر مواجهة خلال فترة التولي الثانية وسقط وقتها المان بهدفين نظيفين أمام الجيل الذهبي للريدز.
تفوق الريدز في السبعينات
ونعود ونؤكد أن الصراع يطول ولا ينتهي دوماً بين الفريقين كونهما الأقوى فالندية دوماً متواجدة والفروق تكاد تكون طفيفة إلى حد كبير فالريدز سيطروا خلال عقدي السبعينات والثمانينيات على كرة القدم في إنجلترا وأوروبا حيث شهدت هذه الفترة تفوق أسطوري للحمر أسفر عن الفوز بـ11 لقب للدوري الإنجليزي و9 للدرع الخيرية و3 ألقاب للكأس و4 لدوري الأبطال الأوروبي ولقبين للاتحاد الأوروبي ومرة واحدة لقب السوبر المحلي ومثله الأوروبي.
وفي الوقت الذي كان فيه الليفر يحتفل بلقب ليحقق غيره كانت الشياطين الحمر تعاني عقب رحيل بوسبي وحصل الفريق على المركز الثامن تحت قيادة ويلف ماكجونيس مدرب الفريق الثاني مما جعل إدارة النادي تعيد بوسبي مجدداً لتتحسن النتائج ويرحل المدرب القدير لأخر مرة في صيف 1971.
هبط مانشستر لدوري الدرجة الثانية في عام 1974 بعد فترة هي الأسوأ في تاريخ النادي عاني فيها كثيراً من أجل البقاء وحدث هذا في عهد الاسكتلندي تومي دوكرتي في فترة شهدت رحيل عدد من نجوم الجيل الذهبي الذي حقق كأس العالم للإنجليز في 1966 وكأس أوروبا الأول للمان أمثال دينيس لو وبوبي تشارلتون.
كان عصر السبعينات هو أكثر عصور تفوق ليفربول على مانشستر في اللقاءات المباشرة وحقق الفريق الفوز في عشر مرات مقابل 4 للمان وهو رصيد كان قابل للزيادة لولا هبوط مانشستر لدوري الدرجة الثانية في موسم 1974-1975.
شهدت مواجهات المان مع الريدز مفاجآت كبيرة في الثمانينيات ففي الوقت الذي كان فيه الليفر بطلاً لأوروبا وإنجلترا نجح مانشستر في التفوق وبفارق من المباريات خلال المواجهات المباشرة حيث حقق وصيف أوروبا 10 انتصارات مقابل 4 فقط لليفربول.
حرب فيرجسون وبينيتث النفسية
نجح السير ألي** فيرجسون في التفوق في المواجهات المباشرة مع أكبر مدربي العالم أمثال مارشيلو ليبي وأرسين فينجر وآخرين وتكرر هذا مع الإسباني رفائيل بينتيث المدرب الحالي للحمر، إلا أن أشهر ما ميز صراع الاثنين كانت التصريحات الحادة التي خلقت بينهما صراعاً تشابه كثيراً أو ربما تأثر بصراعات جوزيه مورينيو مع الثنائي سالف الذكر وأرسين فينجر مدرب أرسنال وقت تولي البرتغالي تدريب تشيلسي في منتصف العقد الأول من الألفية الثالثة.
ويحسب للمدرب الاسكتلندي دوماً تفوقه في حرب التصريحات وهو ما تسبب في أن يطلق عليه ملك الحرب النفسية من لاعب إيفرتون الحالي والمان السابق جاري نيفيل والطبيب النفسي من قبل النجم ديفيد بيكام نجم لوس أنجلوس جالا**ي وأحد أساطير العصر الحديث في مانشستر.
وقال فيرجسون عن الريدز وقت تصدرهم للبرميرليج في مطلع الدور الثاني الموسم الماضي 2008-2009 : ""من المؤكد أن ليفربول سيفقد توازنه في الدور الثاني, وستحسم خبرة لاعبينا اللقب لنحافظ عليه للعام الثالث علي التوالي" وهو ما حدث بالفعل بعد ذلك.
من جانبه رد بينتيث عقب فوز ليفربول 4-1 في أخر لقاءات الفريقين في الدور الثاني للموسم الماضي : ": "ليست بيني وبين فيرجسون حرب كلمات, لكن أعتقد أنه يرى أننا الجانب الأفضل وهو تعود على لعب هذه المباريات في الأعصاب للعديد من السنوات".
ويسعى السير إلى الثأر من هزيمتي الموسم الماضي خاصة الرباعية الشهيرة في الأولد ترافولد فعلى الرغم من تفوقه في صراع اللقب في النهاية، إلا أن ن**ة الأولد ترافولد لن تمحى إلا بفوز مماثل.
تولى فيرجسون تدريب المان في 54 مواجهة ضد ليفربول وكعادته نجح في التفوق على كل من واجه خلال هذه اللقاءات وأخرهم بينتيث خلال 11 مواجهة حقق فيها 7 انتصارات وخسر 3 مرات فقط وتعادلا في مقابلة وحيدة وكانت مباراتي البرميريليج الموسم الماضي 2008-2009 أول هزيمتين في تاريخ لقاءات فيرجسون بينتيث في الدوري والثالثة في المجمل بعد مواجهة ثمن نهائي كأس الاتحاد في 2006 والتي حسمها بيتر كراوتش.
قاد المدافع الفرنسي مايكل سيلفستر لاعب أرسنال الحالي مانشستر للفوز 2-1 في أول مباراة لبينتيث ضد فيرجسون في 20 سبتمبر 2004 وهو الموسم الذي أنهاه ليفربول بطلاً لأوروبا بعد ملحمة تاريخية في اسطنبول حول خلالها تأخره ضد إيه سي ميلان إلى فوز بركلات الترجيح.
على الناحية الأخرى يرغب بينتيث في أن يعادل رقم الانتصارات التي حققها عليه فيرجسون مع العلم أن ما فعله الموسم الفائت في الأولد ترافولد لم يكن سهلاً عندما سجل فريقه رباعية في الأولد ترافولد مع العلم أن المهمة لن تكون سهلة في ظل نجاح فيرجسون الدائم من الثأر أمام أكبر المنافسين على المستويين الأوروبي والمحلي.
ويقول لاعب وسط مانشستر المخضرم راين جيجز الذي يلعب ضد الريدز منذ 1991 : "مباراة مانشستر ضد ليفربول هي الأشهر بين مباريات الدوري الإنجليزي".
أوين وهتاف جماهير الريدز
انتقل مايكل أوين ذلك المهاجم الذي سطع وبرز عالمياً داخل جدران الأنفيلد رود في صيف 2009 إلى مانشستر يونايتد ليصرح فور قدومه للأولد ترافولد أن مانشستر هو أفضل فريق في العالم مما تسبب في حساسية كبيرة من قبل جماهير الريدز وتوقعات لاستقبال عدائي من جمهور فريقه القديم في أولى مبارياته ضد الليفر مطلع الأسبوع.
وعبر أوين عن تمنياته بأن لا تنسى جماهير الريدز ما قدمه لهم خلال فترة لعبه للفريق وأن لا ينظروا للموقف من ناحية أنه بات يلعب لأكبر منافسيهم.
ونضج أوين في ناشئين ليفربول منذ كان في سن الـ13 إلى أن صعد إلى الفريق الأول وحتى رحل إلى النادي الملكي ريال مدريد في 2004 قبل أن يشد الرحال إلى نيوكاسل ومنه إلى المان يونايتد.
ويحتل المان صدارة البطولة المحلية برصيد 22 نقطة بفارق نقطة عن تشيلسي صاحب المرتبة الثانية فيما يعاني الريدز في الفترة الأخيرة بعد التعرض لست هزائم في بداية الموسم ما بين دوري الأبطال والبرميريليج اسقطته للمركز الثامن في البطولة المحلية والثالث في مجموعته في البطولة الأوروبية كانت أخرها أمام أوليمبك ليون الفرنسي في الأنفيلد الثلاثاء.
قالوا قبل الديربي
فيرجسون معلقاً على حالة الريدز السيئة قبل المباراة : "مباريات الديربي ستظل كما هي من الممكن أن يفوز أي فريق ، حدث هذا مرات كثيرة ،الأشياء الغريبة من الممكن أن تحدث في هذه المباراة".
بينيتث أملاً في تغيير الأوضاع أمام المان : " الفوز على مانشستر يونايتد الموسم الماضي شيء إيجابي سيصب في صالحنا، مباراة مانشستر ستكون فرصة لنا لأنها ضد منافسنا والجماهير ستكون معنا من أول دقيقة، لذا فنحن قادرون على تغيير كل شيء".
الأرجنتيني خافيير ماسكيرانو مدافع ليفربول تعليقاً على هزائم الريدز الأخيرة : "مانشستر فريق قوي لكننا فعلناها من قبل ويجب أن نكون على ثقة في قدراتنا، هذه المباراة ستعيدنا من جديد".
جاري نيفيل قائد المان يوناتيد : "ليفربول لم يبدأ الموسم بصورة جيدة لكن حتى لو هزمناهم لا يمكن أن نخرجهم من سباق البطولة".
الإسباني خوسيه مانويل ريينا : "هذا اللقاء بمثابة مباراة نهائية، لو خسرنا سنتخلف عن مانشستر بعشر نقاط واعتقد الأمور ستكون صعبة في حالة مثل هذه".
الصربي نيمانيا فيدتيش مدافع مانشستر تعليقاً على الفوز على سسكا موسكو في دوري الأبطال قبل مواجهة الحمر : "ليس من المطلوب أن تكون ثقتنا بأنفسنا زائدة عن الحد، لكنه من الجيد أن نفوز قبل مواجهة ليفربول".
أهداف مباراة مانشستر وليفربول 1-4