هل المظهر هو المسؤول الوحيد عن تعرض المرأة للمعا**ة؟
لا تنفي فرح إبراهيم، التي تعمل في إحدى شركات العلاقات العامة في دبي، أنها تتعرض للمعا**ات والتحرشات، لكنها تلفت إلى أن ذلك يكون بدرجة أقل من غيرها من الفتيات "نظرا إلى كوني محجبة"، وإذ تعتبر أن هذه المشكلة "نابعة من عدم التزام بعض المحجبات في سلوكهن"، تؤكد أنها "ضد التعميم أو تشويه صورة الحجاب، حتى لا تتأثر ضعيفات النفوس". وتؤيد فرح القرار الذي اتخذته كوثر، وتقول: "لكل مكان خصوصيته، والحرية الشخصية يجب ألا تطغى على مصلح العمل، ومن المهم جدا للمرأة أن تراعي ظروف العمل والدراسة قدر الإمكان".
بعيدا عن الحرية
بدورها، تتفق ندى زعيتر مع زميلتها فرح، وتقول: "صحيح أنني لست محجبة، لكني أحرص على أن تكون ملابسي في غاية الاحتشام". وإذ تكشف أنها في طريقها إلى ارتداء الحجاب، تعرب عن تأييدها القرار المذكور بقوة.
تقليد
من جهته، يفسر وليد المجذوب، وهو شاب لبناني متزوج بسيدة محجبة، ما يحدث في منطقة الخليج بأنه "تقليد للفتيات اللبنانيات".
ويقول: "لا علاقة بين المظهر والجوهر، فقد تكون الفتاة مرتدية المايوه أو الـ"بيكيني" ولا يستطيع الشاب الاقتراب منها، والع** صحيح. والمشكلة أن الرجل، عندما يجد الفتاة مرتدية لباسا قصيرا، أو بنطلون جينز، لا يعود يفكر إلا في كيفية الوصول إليها. وهنا تأتي أهمية أن ترتدي الفتاة الزي المناسب لمكان العمل، على أن ترتدي في الخارج ما تحب ما ملابس".
في مكان آخر
أما الإعلامية الإماراتية فاطمة السري، فترحب بشدة بقرار كوثر كاظم، وتقول: "من حق مدير العمل أن يتخذ القرار المناسب، وبالتأكيد هذا القرار اتخذ نتيجة لموقف معين".
عرض أزياء
"حينما أدخل إلى بعض الدوائر، أشعر وكأنني في صالة لعرض الأزياء". بهذه الكلمات، تعلق رئيسة "جمعية النهضة النسائية"، فرع الخوانيج، فاطمة العبد الله وتقول: "أؤيد هذا القرار، لأن لبيئة العمل قوانينها، خاصة في الأماكن المختلطة، فليس من المقبول أن تجد الصدر العاري، والتنانير القصيرة، والجينز الذي لايمكن تخيل كيف تتمكن صاحبته من ارتدائه بسبب ضيقه الشديد".
ومع هذا، تبدي فاطمة تحفظا على مسألة المظهر والجوهر، وتقول: "من واقع تجربتي، أنا أفصل بين المظهر والجوهر، فقد تكون هناك امرأة منقبة، ولكن قد نجد في سلوكها الكثير من السلبيات، ولاتعيش إلا على الحقد والنميمة والكراهية، وقد نجد أخرى تقرأ القرآن في المكتب، وليس في سلوكها ما يتماشى مع هذه الصورة الإيمانية، التي تحاول ترسيخها، وقد نجد الع** عند أخريات من غير الملتزمات في المظهر".
في المقابل، تبدو الناشطة النسائية مريم بطي، أكثر حدة في رأيها من زميلاتها، بسبب ما عايشت ورأت وسمعت، حيث تلفت إلى أن "للملابس غير المحتشمة تأثيرا كبيرا في الزملاء والعملاء".
وتقول: "أعرف موظفة في دائرة من الدوائر، تمكنت من السيطرة على مديرها في العمل، وأصبحت هي الآمر الناهي في كل شيء، ليس بسبب ما تملكه من مهارات في العمل، إنما لأنها الأكثر عريا، حيث باتت تتحكم في زميلاتها وتتدخل في الترقيات والعلاوات وغير ذلك من الأمور، في حين أن هناك أخريات أفضل منها بشكل كبير، ولم يحصلن على حقوقهن".
تضيف: وتؤكد بطي أن "إذ لم نتمكن من الحفاظ على تقاليدنا وعاداتنا، سننقرض". وتسأل: "هل المطلوب من المدير أن يسكت عن العري، بحجة الحرية الشخصية مثلا؟".
مطلب عادل
من ناحيته، يؤكد مدير إدارة البحوث في "دائرة الشؤون الإسلامية" في دبي الدكتور سيف الجابري إلى أن "لا حرية للإنسان في ارتداء ما يريده في مكان العمل". ويضيف:"هذا مطلب عادل، فضوابط العمل تخرج من إطار الحرية الذاتية، وعلى الموظف الالتزام بضوابط الوظيفة لأنها تحمل صفات معينة"، مشيرا إلى أن "هذه التعليمات تصب في الإتجاه الصحيح لمعايير العمل والإنتاجية، وذلك ليتميز موظفو هذه المؤسسة عن بقية المؤسسات الأخرى، سواء أكان في نوع اللباس أم لونه أم شكله".
يطالب الجابري "بسن قانون للاحتشام"، مبررا ذلك بأن "ما يحدث أصبح غير مقبول اجتماعيا، وبات من الضروري سن القوانين الرادعة، لأن مظاهر عدم الحشمة كثيرة ومتنوعة، في الشارع الإماراتي، ولا يستطيع الإنسان التدخل لحث الطرف الآخر على مراعاة الإحتشام، وعدم الإخلال بمشاعر الآخرين، وهذا يتطلب وجود هيئة إشرافية للحفاظ على الإحتشام، بحيث يتمكن أي شخص إذا ما رأى ما يخدش الحياة أن يتصل بهذه الهيئة لإبلاغها بالأمر، بحيث يتم اتخاذ القرار المناسب مباشرة، وتوجيه الآخرين إلى ضرورة الإحتشام". ويبرر موقفه بالإشارة إلى أن "الأغلبية ممن يأتون إلى بلادنا، يجهلون العادات والتقاليد التي نشأنا عليها".
رسائل خاطئة
وعن مدى الارتباك بين المظهر والجوهر، والرسائل التي تحاول بعض النساء إيصالها إلى الآخرين، من خلال المظهر، يؤكد الإختصاصي في الطب النفسي الدكتور محمد سامح، أن "هذه الرسائل قد تكون خاطئة تماما، ولا تعني دعوة الرجل إلى التحرش بها، أو تهدف إلى جذبه إليها، لكنها تمثل ثقافتها وطريقتها في التعبير عن نفسها". لافتا إلى أن "بعض النساء يحببن أن يرتدين هذا النوع من الملابس، وقد يكون ذلك في بعض الأحيان بهدف إرضاء غرورهن، وليس بالضرورة بهدف جذب الرجل إليهن، وبالتالي، فقد يخطئ المتلقي لهذه الرسائل".
يضيف: "في المقابل، قد لا تعني الملابس المحتشمة أن السيدة أو الفتاة على درجة عالية من الإلتزام الأخلاقي، وقد تكون وسيلة للجذب في بعض الأوقات، فالمظهر في هذه الحالة لا يعني التزاما أخلاقيا بأي حال الأحوال، وفي بعض الأحيان يسعى الرجل بدرجة أكثر وراء السيدة المحتشمة".
ويوضح الدكتور سامح أن "المجتمعات تختلف عن بعضها بعضا، ففي مجتمعات عربية لا يحكم على المرأة من خلال مظهرها، لأن المظهر هو انعكاس لثقافة هذا المجتمع، ولبنان هو أكبر مثال على هذه الحالة، فالمرأة هناك ترتدي ما تحب، لا لجذب الرجل، ولكن لأن المجتمع هناك هكذا".
ويتابع: "هي حريصة فقط على أن يكون مظهرها بهذا المستوى، ولا علاقة للجانب الديني بالموضوع، فليس من الضروري أن يكون الجانب الديني مرتبطا بالجانب الأخلاقي، كما أن عامل الدين يختلف من بلد إلى آخر، ففي الديانة اليهودية قد تكون المرأة ملتزمة ولكنها ترتدي العريان".
ويقف الدكتور سامح مع المؤيدين لقرار الاحتشام، ويقول: "أنا مع فرض بعض القيود في العمل، فحتى في المجتمع الغربي، النساء اللواتي يعملن في قطاعات حكومية معينة لهن نظام خاص في اللبس، وتحديدا أولئك العاملات في الجهات الحكومية والمستشفيات والبنوك
مع تحياتى وهذا الموضوع منقول وشكرا