تأسيس دولة الموحدين
إن من سنن الله أن تقوم الدول ثم تنهار وتقوم دول أخرى مكانها، وهذا بالفعل ما حدث مع دولة المرابطين أن انتهت وقامت مكانها دولة الموحدين. وكما كان الشيخ عبد الله بن ياسين هو الذي أسس دولة المرابطين بدعوته، كان محمد بن تومرت (473- 524هـ/ 1080- 1130م) هو من أسس دولة الموحدين.
ولكن نلاحظ أن هناك فرقًا بين دعوة عبد الله بن ياسين ودعوة ابن تومرت؛ فدعوة المرابطين قامت على أساس الدعوة السلمية، أما دعوة الموحدين فقامت على حساب دماء المسلمين، وبالتحديد دماء المرابطين؛ فنجد أن ابن تومرت ادعى العصمة، واستحل دماء المرابطين، بل قال إن قتلهم عليه ثوابٌ عظيم، وقام بما يعرف بالتمييز أي تمييز الصادقين من أتباعهمن المنافقين والمخالفين، فيقول: هذا من أهل النار. فيلقى من الجبل مقتولاً، ويترك على يمينه الشاب الغرّ، ومن لا يخشى،فيقول: هذا من أهل الجنة. فكان عدد الذين قتلهم سبعين ألفًا.
قتال الموحدين للمرابطين
قام محمد بن تومرت بمقاتلة المرابطين وسفك دمهم، وقد التقى مع المرابطين في مواقع عديدة، كان منها تسعمواقع ضخمة، انتهت سبع منها بانتصارهم على المرابطين، وهُزموا في اثنتين. وبعد وفاته تولى قيادة الموحدين عبد المؤمن بن علي الذي استطاع تجميع الموحدين، وبعد ذلك اتجه لقتال المرابطين، فقاتلهم في أماكن كثيرة، واستطاع الانتصار عليهم، وقتل إسحاق بن علي بن يوسف بنتاشفين آخر حكام دولة المرابطين.
نتائج حروب الموحدين مع المرابطين
كان نتيجة هذا الانقسام أن سقطت المَرِيَّة وطرطوشة ولارِدة في أيديالنصارى، وتوسعت مملكة البرتغال في الجنوب، وبدأ النصارى يتخطون حدود الأندلس ويهاجمون بلاد المغرب العربي. ونستطيع أن نقول: إن كل هذا حدث بسبب الفتن والانقسامات التي حدثت بين المسلمين.