كان يامكان .. في قديم الزمان .. وسالف العصر والأوان ..
كانت هناك غابة خضراء .. وبالشتاء هي بيضاء ..
وقد جمعت من الحيوانات الكثير الكثير ..
من الصغير ومن الكبير ..ممن يزحف وممن يطير ..
تسمع فيها شقشقة العصافير ..
تسمع فيها حفيف الأشجار ..
وفحيح الثعابين ..
وترتفع فيها قهقهة القرود ..
وترى فيها قفزات الأرانب .. والسناجب
أما بالليل ..
فيخيم عليها الهدووووووووووووء
ولا تسمع فيها إلا نقيق الضفادع
وعواااااااااااااء الذئاب ..
كان فيها ذئب يعرفه كل حيوانات الغابة
ويدعى بالشامخ
نومتها الأبدية ..
رفع الشامخ عينيه للسماء ..
وعوى عواء قويا لم يسمع منه من قبل ..
وهجم على الدب البني الذي أعطا ظهره للشامخ راحلا
بعد أن نال من الذئب وحرق قلبه وقتل حبيبته ..
لكن لحظات الشماتة التي في عيني الدب ..
لم تستمر طويلا ..!
فقد سقط الدب البني صريعا بعد أن هاجمه الشامخ في رقبته
وأسقطه بجوار نفس الصخرة ..!!
أخذ الشامخ بثأره وثأر زوجته من الدب البني
الذي طالما نغّص عليهما حياتهما ..
والذي قتل ثلاثة من أبنائهما في السنة الفائتة ..
واليوم يقتل الحبيبة ..
هنا المصيبة ...
وماهي إلا أيام وسيلحق بها جراؤها الأربعة الصغار الجدد ..
تهاوى الشامخ على الأرض ..
وتهاوى شموخه ..
وصار كل ليلة يأتي لنفس الصخرة ..!
يأتي ويعويْ عواء .. يتقطّع له القلب
وفي الليلة الثلاثون من رحيل الحبيبه ..
تمدد جسد الرمادي جوار الجسد الأبيض ..
ولحق بها .
* * * * *
هل رأيتم يا أحبابي ..
الذئب الشامخ .. الذئب القويْ ..
كان الأقوى .. كان الأشرس ..
كان الأفرس .. كان المفترس ..
لايهاجم الا لإسكات معدته ..
ول**ر جوع عائلته .
أما زوجة الشامخ ..
فكانت ذئبة بيضاء كما الثلج ..
كان الشامخ يحبها .. كيف لا وهي شريكة حياته ..
وأم جرائه ..
وكان كل من في الغابة يعرفها بـ snow wolf
اليوم .. هو عاشر أيامها بعد ولادتها بجرائها الصغيرة الجديدة ..
أنجبت أربع جراء رماديين يشبهون أباهم ..
ربما هي تحب الشامخ أكثر من حبه هو لها ..!!
هكذا يقولون ..
( إن أحبت الزوجة زوجها أكثر .. كان الأبناء أكثر شبها بأباهم )
والع** طبعا .. صحيح
المهـم .........
خرج الشامخ كعادته .. يبحث عن الطعام لأم جرائه
لتتقوّى الأم على العناية بصغارها
إنه ذئب وفيْ ......
ينفّس زوجته .. أم جرائه
خرج
ولكن لم يعد ...!
خرج الذئب الشامخ من وكره ..
وعاد ذئب لا يبان من لونه الرمادي شيء ..!!
عاد الشامخ والدماء تغطي جسمه ..!!!
والجروح موزعة في كل مكان من جسده القوي الرمادي ..!!!!
عاد ذئب جريح ..
وماإن وصل لوكره حتى سقط طريح ..
أقبلت إليه الذئبة البيضاء ..
وبدأت تلعق جروحه ..
وتلعق ..
وتئن .. وتلعق
بعدها بساعتين ..أفاق الشامخ
ولم يرى حبيبته بجواره
فعرف أنها خرجت لتحضر الطعام له ..
وكانت الجراء ساعتها نائمة بهدوووووووووء
وسلااااااااااااام
ولكن طال غيابها ..!
هنا وفجأة ..
قفز الشامخ ..
وركض وكأنه أحس بشيء من الخطر ..
إنطلق الشامخ ..
...........إلى أين تعدووو ياشامخ ..؟
لا إله الا الله
وقف الشامخ فجأة عند صخرة ..
وتحت قدميه كانت الأرض مضرّجة بالدماء ..
والذئبة البيضاء .. والتي ماعادت بيضاء ..
فالأجدر بنا أن نقول الذئبة الحمراء
الذئبة الحمراء نائمة على الصخرة ..!
نومتها الأبدية ..
رفع الشامخ عينيه للسماء