الأشجار تموت ....وهي واقفة
إنها تبقى بهاماتها وسيقانها مشرعة نحو السماء ....
وليت الإنسان أدرك هذه الحقيقة ....واستقى من الشجر كبرياء الحياة ...
وكبرياء الموت ......شموخ البقاء ......شموخ الفناء ...
كما أن ا لحياة للكائن الحي يجب أن تكون عزيزة لا ذل ولا هوان فيها ...
لأن حريته على حياته قدراً ..وحقاً..وليس منحة يسهل استردادها ..فإن النهاية أيضاً حين يقدر لها أن تأتي وليدة ضاغط قاهر ...يجب أن تكون ترتدي نفس القميص ....وأن تتجرع كأس أجلها إذا كان لابد منه وهي مشرئبة العنق تلامس هامتها دفء الشمس ..وزرقة السماء وألق النجوم ...وتراكمات الغيوم ...
الحياة ...مداخلها إلى أعلى ...أبوابها مفتوحة في أدوراها العلوية ....ولن تقدر على ولوج أبوابها ....وتملك مكانك ...ومكانتك فيها ....ورأسك مطأطأ إلى التراب .....من** إلى أسفل .
الأشجار اختارت وقفتها حية ...وميتة ...لأنها ترفض السقوط ...
والإنسان بما أوتي من حق ...ومن استشعار بالوجود يجب أن لا يكون أقل وقفه من تلك الأعواد المنتصبة في الهواء في مواجهة الريح ...والأعاصير ....إن تطلعاً إلى الأعلى ...يعني أنك تموت .....وترعرعت ...واشتد عودك ....وأن جذورك في الأرض ممتدة ممتدة امتداد الحياة نفسها ...