كثف المتمردون الحوثيون هجماتهم على مدينة صعدة اليمنية من عدة اتجاهات، فى محاولة متكررة للدخول إلى المدينة والسيطرة على مبنى القصر الجمهورى، فى الوقت الذى حدد فيه العاهل السعودى الملك عبدالله بن عبدالعزيز خيارات التعامل مع الحوثيين الزيديين الذين تسللوا إلى حدود المملكة، متعهدا بـ«النصر بكرامة أو الاستشهاد فى سبيل الله ثم الوطن».
وذكر موقع قناة العربية على الإنترنت نقلاً عن شهود عيان قولهم إن المتمردين الحوثيين كثفوا هجماتهم، الليلة قبل الماضية، بمختلف الأسلحة لاستهداف القصر الجمهورى فى مدينة صعدة قرب الحدود مع السعودية، مؤكدين أن المتمردين شنوا هجماتهم من مختلف أنحاء المدينة فى محاولة لإحكام السيطرة.
ويأتى هجوم المتمردين بعد يوم دام شهدته مناطق مديرية حرف سفيان بين قوات الجيش والحوثيين، حيث أكدت مصادر عسكرية أن الجيش ألحق خسائر بشرية كبيرة فى صفوف المتمردين خلال المواجهات فى مناطق جنوب غرب وشرق مديرية سفيان ومنطقة العمشية.
وفيما اتهم الحوثيون الطيران السعودى بشن غارات على مناطق فى عمق اليمن، طوال ليل الجمعة، مؤكدين أنهم صدوا هجوماً برياً سعودياً باتجاه جبل المدود، شدد الملك عبدالله بن عبدالعزيز، على أن بلاده «لن تسمح لكائن من كان أن يدنس شبراً من أراضيها»، وذلك فى إشارة إلى تسلل المتمردين الحوثيين، مضيفاً إنه «لا خيارات مفتوحة للدفاع عن النفس سوى، النصر بعزة وكرامة أو الشهادة فى سبيل الله ثم الوطن».
جاءت كلمة العاهل السعودى لدى استقباله فى الديوان الملكى بقصر منى العلماء والمشايخ والضيوف من دول مجلس التعاون الخليجى والوزراء وقادة وضباط الجيش.
وقال الملك عبدالله، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء السعودية: «ليعلم الجميع أن المملكة لا تقبل التجاوز على أحد لكنها فى نفس الوقت لن تسمح لكائن من كان أن يدنس شبرا من أراضيها».
وتوجه للقوات المسلحة بالقول: «بإيمانكم بالله يكون الولاء بعد الله لوطنكم وأهلكم امتداداً طبيعياً وتاريخياً لوفاء آبائكم وأجدادكم من الموحدين خلف قائدهم الملك عبدالعزيز (مؤسس المملكة) وسيعلم من يظن أن سيادة وأمن بلادكم مكان خصب لفكره المريض أنه واهم».
وتواصل القوات السعودية قصفها وتطويقها لمتسللين حوثيين دخلوا أراضيها، مشددة الحصار عليهم حيث شنت عمليات عسكرية شاملة براً وجواً ضدهم داخل حدود المملكة الجنوبية لأول مرة منذ بدء العمليات منذ نحو ٣ أسابيع.
وعلى صعيد آخر، أنهى ناشطون جنوبيون فى اليمن يطالبون بالانفصال احتجاجهم المسلح الذى أدى إلى إغلاقهم طريقاً سريعاً رئيسياً فى اليمن فى تجدد للاضطراب الانفصالى ضد الحكومة اليمنية. وقال مسافرون إن الوساطة التى قام بها زعماء قبائل أدت إلى مغادرة المسلحين الذين ينتمون إلى الحركة الجنوبية والذين كانوا أوقفوا تماما حركة المرور، منذ مساء الخميس الماضى، على طريق يصل بين العاصمة صنعاء وبين ميناء عدن الرئيسى فى الجنوب.
وأدى إغلاق الطريق وهو من الأساليب المعتادة للاحتجاج إلى ترك عشرات الأشخاص عالقين على الطريق، خلال عطلة عيد الأضحى. وقتل ٥ يمنيين فى اشتباكات، الأربعاء الماضى، بين قوات أمن وانفصاليين جنوبيين يقولون إن الحكومة اليمنية ومقرها فى الشمال تهمش الجنوب وتمارس التمييز ضده. ويوجد فى جنوب اليمن أغلب منشآت اليمن النفطية.