"تعويض آلهى " بهدف للأهلى فى آخر دقيقة عن الهدف الصحيح تماما الذى أحرزه "محمد فضل" فى الشوط الأول ، ولم يقدره المساعد جيدا ، منح الاهلى 3 نقاط جديدة فى اطار المنافسات "المحلية" جدا بالدورى المصرى .. لينفرد أكثر بالصادرة ويبتعد بها عن أقرب منافسيه ليؤكد انه مصر على استكمال التفوق حتى النهاية ، مهما تأثر لاعبوه نفسيا وغاب عنه كبار النجوم للاصابات التى صارت تضرب كل جوانب الفريق .. ولكن يبدو أن الأمر يسير فى طريقه الطبيعى نحو تتويجه من جديد .... والاحباط الذى يسيطر على أجواء كرة القدم المصرية يجعل الفوز بلا معنى ، والأداء بلا طعم ، والتصحيح متأخر .. وهو قمة الخطأ الذى نرتكبه كل مرة ، فهل نأمل فى اصلاح سليم وتخطيط علمى دقيق ولو مرة واحدة فى حياتنا !
المباراة سريعا حملت كل العيوب المعروفة أو غير المعروفة ، وظهر الفريقان – بمنتهى الأمانة – وكأنهما يؤديان رغما عنهما ، وان كانت محاولات الاهلى أكثر – رقميا – من نظيره الذى أبدا لم يعودنا على هذه الصورة فى الأداء ، وربما يكون لكلا الفريقين العذر الكبير ، فبتروجيت بعيد عن كرة القدم الحقيقية منذ التوقف الأخير للدورى – وأبدا ليست التجاوب الودية لدينا مثل الرسمية – والاهلى متأثر نفسيا من احباط اللاعبين الدوليين والاصابات التى تنتشر بسرعة رهيبة فى كل خطوطه ، بالاضافة الى ابتعاد المجموعة غير الدولية هى الاخرى عن مستوى عالى وصل بعضهم اليه خلال الأسابيع الاولى من البطولة ..
وبالتالى ، كان منطقيا جدا ان نشاهد هذا الفاصل من ( العك الكروى ) ، فحدث ولا حرج ، تمريرات بالجملة مقطوعة ، محاولات هجومية قللة تعد على أصابع اليد الواحد ، احباط وأخطاء ، هدف صحيح ملغى – ولا نية أبدا فى التجنى من الحكام ، فهو خطأ بشرى معتاد فى كرة القدم ، .. وكل العذر ليس للفريقين فقط ، ولكن لكل عضو يعمل فى مجال كرة القدم .... فالحلم الكبير الذى ظل طوال شهر تقريبا يداعبنا تحول الى أسوأ كوابيسنا ، ولو لم نتعامل مع الامر باحترافية حقيقية ووعى وعلم .. لن نخرج منه أبدا ، فالمستقبل اذا لم نعد له بصورة صحيحة يحمل لنا الأسوأ !
غياب الابتكار والتركيز هما السببان الاساسيان فى عدم الخروج من المباراة باداء قوى مبهر ، اضافة الى كل الأسباب النفسية والبدنية المعروفة ، ولم يتواجد فى الملعب من يبتكر او يصنع فارق كبير بين الفريقين ، فى ظل عدم وجود بركات وأبو تريكة والمحمدى ، وبالرغم من المجهود الكبير الذى بذله "أحمد حسن" ، الا انه لم يساعد نفسه بالاحتفاظ "الرهيب" بالكرة ولم يساعده الزملاء لا بالتحرك الجيد بدون كرة أو سرعة تحريك اللعب ، اللهم باستثناء أوقات متفرقة طوال المباراة ... والعجيب أن "بتروجيت" لم يصوب على "أحمد عادل عبد المنعم" سوى تصويبة واحدة وجاءت ضعيفة ، وعندما تحلل مباراة طرفها بتروجيت وتكتشف أن الحارس الخاص بك لم يتعرض لأى اختبار حقيقى ، سوى ربما فى كرة واحدة ، ولم تكن بالخطورة الكافية ... اذن تأكد انها كانت مباراة فى غير كرة القدم !
وبالرغم من أن الاهلى هو الذى حاول كثيرا على المرمى ، الا ان انهاء الهجمة أبدا لم يكن على المستوى المطلوب ، وبمنتهى الامانة والوضح ، لن أتحدث عن فنيات بشكل كبير ولا اخطاء ، لأن المباراة – نفسيا كانت صفرا كبيرا – ليضيف أصفارا جديدة الى أصفارنا الشهيرة ، والتى صارت مرتبطة بعام 2010 الذى بدا لوهلة أنه سيكون عام السعد على الكرة المصرية ، ولكن وجهة الآخر ظهر بقسوة على كل الجماهير المصرية ... وعموما ، يجب رفع القبعة تحية لهذا اللاعب الرائع فى الخط الخلفى ( وائل جمعة ) والذى يقدم مستوى رائع ومميز للغاية بكل سهولة وقوة ورجولة ، واللاعب المميز جدا فى الجبهة اليسرى ( سيد معوض ) الذى حمل على عاتقه طوال الفترة الماضية – وبكل اقتدار ورجولة أيضا – كل الحمل الهجومى لمصر سواءا فى الاهلى أو المنتخب ، كما قدم (محمد فضل) هو الآخر اداءا هجوميا طيبا ... وحاول باقى أفراد الفريق الا أن الظروف الواضحة للعيان أثرت كثيرا على "كرة القدم" ... والتى لا أرغب لا انا ولا غيرى فى الحديث عنها لفترة استشفاء على الأقل من احباطنا الكبير ..
باستثناء الهدف الصحيح الغير محتسب ، اقترب كثيرا "محمد فضل" من التسجيل وكان من الممكن أن يسجل "وائل جمعة" من كرة لا يمكن أن تضيع ، و"متعب" أيضا كان له كرة خطرة .. اما عن الجانب الآخر ، فلم يلعب "بتروجيت" كرته المعروفه وبالتالى خرجت المباراة غير واضحة المعالم ، اللهم باستثناء الروح الحمراء الكبيرة فى السعى لتحقيق الفوز حتى الثانية الاخيرة وهى عادة ليتها طبقناها فى مواقف مشابهة هنا أو هناك ، ولكنه قدر الله دوما ..
الأهلى حصد الــ 23 نقطة الحالية ليسيطر بها على زمام الامور فى القمة ، بينما اكتفى بتروجيت بالـ 17 نقطة الخاصة به ، ليظل درع الدورى فى فلك القلعة الحمراء ، وأعتقد – رغم أن الوقت لا يزال مبكرا جدا – أن الاهلى سيحتفظ بالبطولة باذن الله ، الا اذا حدث جديدا خلال المباريات المتبقية فى هذا الدور الاول قبل توقف "أمم افريقيا" والاخير للمنتخب هذا العام ..
الاحصائيات العامة للمباراة
* 16 تسديدة على المرمى ، منها 4 بين القائمن والعارضة للاهلى ( دقة تصويب 25% ) ، بينما سدد بتروجيت 9 مرات بينها واحدة فقط – وضعيفة- فى يد عبد المنعم ( دقة تصويب 11% ) !!
** 39 خطأ محتسب على الفريقين ، و 7 انذارات طوال اللقاء ... مباراة لم تكن جيدة أبدا
** الاستحواذ لم يعبر عن ضغط قوى وسيطرة ايجابية للأهلى ، فقط تحكم فى الكرة باستثناء بعض الفترات التى امتلك فيها بتروجيت الكرة ولكن أيضا بسلبية واضحة ... والضربات الثابتة "الركنيات" لعبت أغلبها بصورة ليست جيدة باستثناء واحدة او اثنتين للاهلى !
** أكثر من سدد على المرمى هو أحمد حسن ، وسدد 7 مرات ، منها 2 فقط بين القائمين والعارضة ويجل هدفا واحدا من احداها ، ( دقة التصويب لديه حوالى 30% ) .. وبالرغم من احرازه للهدف ، الا ان كثيرا ما كان يجب عليه التمرير بدلا من التسديد !
** محمد فضل هو الآخر قدم أداءا هجوميا طيبا فى ظل مستوى الفريق العام وعدد محاولاته وخطورتها ،وبالتأكيد فان هدفه صحيح
% ..
** أحمد فتحى ثم عاشور هما أكثر من استخلص الكرة أو قطعها ردا على هجمات بتروجيت ، الا أن قلة تمريرات عاشور عموما ( بالرغم من ان لديه بعض التمريرات الجيدة فى هذه المباراة وخاصة فى نقل اللعب من جبهة الى جبهة ) وسوء مستوى تمرير "أحمد فتحى" المستمر منذ فترة ليست بالقصيرة .. هما ما لم يمنحهما الدرجة الكبيرة فى مباراة الأمس ..
** أحمد حسن .. رغم الهدف ومجهوده الوفير ، الا أن البطء – وله الكثير من الاسباب التى يدركها الجميع – هو ما جعله أعلى اللاعبين فقدا وخسارة للكرة ، 8 مرات ، وهو رقم كبير جدا مقارنة بكل اللاعبين فى الفريق .. ولا نحابى أحدا ، فالرقم الايجابى يذكر مثل نظيره السلبى تماما !
** وائل جمعة .. أفضل لاعب فى خط الدفاع بلا منازع ، ولم تكن الـ 12 كرة التى تمكن من قطعها هى مجرد استخلاص بل انقاذ لكرات كان من الممكن أن تشكل خطورة ، وهو ما يحمل معه لفظ Succeeded Clearance أى تشتيت ناجح للكرة .. ووائل جمعة لا مجال للحديث عنه لأنه يتحدث عن نفسه ببراعة من خلال طريقته وأسلوبه فى اللعب ..
** 7 تمريرات ايجابية وفعالة ، كان لأحمد حسن واحمد شكرى نصيب الأسد منهم ولكل اثنتين .. وأحمد شكرى بلغة كرة القدم ( ثابت على أقدامه فى الملعب ) وأثق أنه سيكون له تأثير ايجابى مع الفريق فى مرحلة تجديد الدماء المستمرة ..
** أحمد على ثم حسام عاشور هما أكثر من ارتكب أخطاءا ، وحصد كل منهما انذارا !
** 23 عرضية ، منهم 11 فقد صحيحة .. أى بنسبة دقة فى التمرير العرضى ( 48% ) ... وهى مشكلة أزلية فى الكرة المصرية كلها وليس النادى الاهلى – شاهدناها كثيرا مع منتخب مصر الاول – ... وجاء "معوض" على قمة الدقة فى التمرير رغم قلة العدد ثم أحمد على ، بينما جاء أحمد فتحى كالعادة فى قائمة أكثر اللاعبين تمرير عرضى خاطئ !
معدل التمرير الصحيح للفريقين
** أول وآخر نصف ساعة من المباراة مجملا كانت تمريرات الاهلى واستحواذه على الكرة فى القمة ، بينما هبط الاداء وتحكم به بتروجيت فى آخر الشوط الاول وبداية الشوط الثانى ..
** 218 تمريرة صحيحة للأهلى طوال اللقاء .. بلغت ذروتها فى الربع ساعة الاولى "55" والربع ساعة الوسطى فى الشوط الثانى "53" تمريرة..
معدل التمرير الخاطئ للفريقين
** أسوأ فترات تمرير الاهلى كانت فى الشوط الثانى كله تقريبا ، وان تفوق بتروجيت على الاهلى فى سوء التمرير ، ومرر لاعبى بتروجيت 83 تمريرة خاطئة طوال المباراة !!
** 61 تمريرة خاطئة للاعبى الأهلى ، منها 12 كرة عرضية خاطئة .. جاء أغلبها فى الوقت المذكور عاليا !
اتجاهات التمرير الخاطئ لدى لاعبى الاهلى
** أكثر الاتجاهات تمريرا خاطئا هى للامام .. 35 تمريرة خاطئة ، وهو ما أثر بالسلب على بناء الهجمة لدى الاهلى ..
** نسبة التمرير الامامى الخاطئ 57% من اجمالى اتجاهات التمرير الخاطئ لدى لاعبى الاهلى ..
** التمرير الى اليسار حمل أيضا الرقم الأكبر ، نظرا لزيادة عدد التمريرات العرضية الخاطئة أيضا من الجبهة اليمنى نحو اليسار ، وهى أرقام هامة جدا على كل المستويات ، لمعرفة أين نقاط الخلل فى الأداء الهجومى لأى فريق ..
تمرير اللاعبين الخاطئ "فرديا" ودقة التمرير الاجمالى لكل لاعب
** حسب مكان اللاعب واجمالى تمريراته ، ومن خلال التقييم النهائى ، يتضح أن "سيد معوض" هو أفضل ممرر للكرة فى الفريق بنسبة 80 % ، ويأتى بعده عاشور نظرا لقلة اجمالى تمريراته ..
** أسوأ ممرر للكرة هو "أحمد فتحى" بنسبة 67 % .. ثم أحمد حسن بـ 72%
** متابعة لكل أرقام التمرير لدى اللاعبين ، ستجد أن لاعب مثل فرانسيس حصد رقما سلبيا نظرا لكثرة تمريراته الخاطئة مقارنة باجمالى التمرير ، بينما ظهر "أحمد شكرى" بصورة طيبة للغاية من خلال تمرير دقيق وسليم فى أغلب كراته ، وهو ما يحتاج اليه أى لاعب كرة فى هذه السن الصغيرة ونتمنى الاستمرار .. لأن الحكم عليه لا يزال بعيدا الآن !