واصلت صحيفة الشروق الجزائرية
هجومها على رموز الفن المصري واصفة المطربين والفنانيين المصريين بالفاظ يعف اللسان عن ذكرها حيث ذكرت في احد مقالاتها التي عنونتها "هذه رموز أبناء جميلة بوحريد فأين رموزكم يا أبناء فيفي عبده؟"، قالت الصحيفة: "أرأيتم أشباه المطربين المصريين الذين ظهروا يبكون كالنساء، مع احترامي للنساء طبعا، في فضائيات العهر الإعلامي؟ أرأيتم ذاك البدين المدعو محمد فؤاد، الذي بدا من هيئته البشعة وكأنه حمال في ميناء وليس كمطرب؟ أرأيتم ذاك الإيهاب توفيق، الذي بدت منشطة تلك الحصة عبر ماخور "دريم" وكأنها أكثر ذكورة منه؟ أرأيتم ذاك التافه المنحرف المدعو سعد الصغير، الذي يجمع في كباريهات القاهرة فضلات أموال بعض الخليجيين لو طلبوا منه الغناء والرقص بسروال قد من دبر لفعل؟.. كل هؤلاء المخنثين وآخرين قضوا كل حياتهم يحلمون في الظهور ولو لربع أغنية مع مطرب جزائري اسمه الشاب خالد، حتى يذيقهم بعض حلاوة عالميته".
الان نجوم الغناء العربي الذي كان الجزائريون بالامس القريب يتمنون زيارتهم لبلادهم والتقاط الصور التذكارية معهم من اجل احياء الحفلات الغنائية بهم اصبحوا مخنثين في نظر الجزائريين وتاريخهم لا يقارن بتاريخ الشاب خالد الذي قام قبل المباراة بيومين باحياء حفل غنائي بالقاهرة، وكان يتشدق حبا وعشقا في مصر وافضالها عليه وتأكيده انه لولا الدويتو الذي جمعه بالفنان عمرو دياب ما عرفه العالم العربي .
هل اصبح الشاب مامي المسجون حاليا في فرنسا بتهمة اجهاض صديقته والاعتداء عليها رمزا للعالمية والفن الراقي؟..واذا كان فنانونا الذين تسيدوا العالم العربي سينمائيا وغنائيا بهذا الوصف القذر فماذا عن فنانتهم ومطربتهم الشهيرة فلة التي تم القبض عليها في قضية دعارة شهيرة وتم ابعادها نهائيا وحتي الان من الدخول الي مصر وتوسلت كثيرا من أجل رفع الحظر واذا كانت فناناتنا داعرات فماذا عن فناناتهم والريكلام الجزائري المنتشر في الكازينوهات والبارات السياحية يا بلد المليون الشهيد.
واتهمت
الصحيفة الجزائرية مصر بالحقد علي الجزائر وشعبها زاعمة أنه "سببه دخول الجزائر بقوة في حلبة السياسة الدولية رغم حداثة عهدها بالاستقلال، فكيف يمكن لزعيم عربي محترم بحجم جمال عبد الناصر، كان يجول وحده ويصول بين العرب والأفارقة، أن يقبل بظهور شاب صغير درس بالقاهرة مثل العقيد هواري بومدين ينتزع منه بعض بريقه ويزاحمه في شيء من صولجانه؟".
الان اصبح جمال عبد الناصر الذي ساعدهم في ثورتهم والتي كانت احد الاسباب الرئيسية في شن العدوان الثلاثي علي مصر يغار من بومدين الذي كان يتعلم من الزعيم المصري معني النضال والقومية العربية ..هل نجح بومدين الذين كان دائما يردد في خطاباته فضل مصر عليه وعلي بلاده في تحرير بلاده ينتزع منه بريقه.
وتساءلت الصحيفة: "كيف للمصريين أن لا يكرهونا وهم يعلمون بأنهم، وبالرغم من امتلاكهم لعشرات القامات الموسيقية والغنائية، لكنهم حيثما ساحوا في هذا العالم الفسيح وسألوا عن الذي يعرفه البشر عن الموسيقى العربية فإن اسما واحدا سيسمعونه هو اسم "الشاب خالد"، فلا أم كلثوم ولا عبد الوهاب ولا عبد الحليم ولا رياض السنباطي ولا نجاة ولا هم يحزنون؟.
وتسترسل الصحيفة: "كيف للمصريين أن لا يبغضونا وأن لا يحقدوا علينا وهم الذين يتبجحون أمام الصديق قبل العدو بأنهم أرباب الدبلوماسية العربية، وبأنهم أطلقوا المسخ الذي أطلقوا عليه ظلما ونفاقا اسم "جامعة الدول العربية"، قبل أن يأتي دبلوماسيون جزائريون شباب سحبوا البساط من تحت أقدامهم المنتنة، وفضحوا عجزها وخنوعها و"حنجريتها" وقلة ذات يدها، معلنين سقوط حضارة الأقوال وقيام حضارة الأفعال مكانها".
الان اصبحت الجامعة العربية مسخا وانتم بالامس القريب بكيتم دما عندما عاد مقر الجامعة الي وضعها الطبيعي في القاهرة الان تستهينوا بالجامعة العربية التي لم يذكر التاريخ ابدا اي موقف سياسي لكم .. بالتأكيد العالم يعلم من هي صاحبة حارة الافعال فعلا..
هل حدث مرة ان قام احد منتخبكم الوطني الذي تتغنون به وكلهم حاصلون علي جنسيتين الجزائرية والفرنسية وانتمائهم الاساسي لباريس واغلبيتهم لا يتكلم العربية هل قام احدهم مرة بموقف بطولي كالذي قام به ابو تريكة في بطولة الامم الافريقية بغانا عندما ارتدي تي شيرت حمل شعار تضامنا مع غزة ..بالتأكيد لا لانهم لا يعرفون موقع غزة من الخريطة.
وزعمت الصحيفة الجزائرية الصفراء أن الدبلوماسية المصرية لم تنجح يوما في فض أي اشتباك بين العرب، "بل على العكس من ذلك تماما، وعكس العواصم المحترمة فإن القاهرة كانت تتدخل كطرف في الصراعات العربية والإفريقية مما أفقدها مصداقيتها، فقد تدخلت عسكريا في الحرب الأهلية بين الأشقاء في اليمن، ولم تكتف بدعم الأمريكيين في حربه على الأشقاء في العراق بل وأمدت وجودها بفيلق من العاهرات، وساندت التشاديين في حربهم على الشقيقة ليبيا، وفجرت الحرب بين الأشقاء في المقاومة الفلسطينية. هذا ما فعلته دبلوماسيتهم المحنطة - المحنكة عفوا - والعروبية والمتحضرة".
وواصلت الصحيفة الجزائرية سمومها المستفزة قائلة: "العالم ليس غبيا ويعرف تماما كذبكم ونفاقكم وعهركم السياسي والدبلوماسي والعسكري، ويعرف أيضا بأن البلد الذي تتحول فيه العاهرات إلى نجمات مجتمع من الصف الأول لا يمكن أن يحترمها أي طرف في أي أزمة.. دبلوماسيتنا أيها الساقطين، يا من وصمتم جبين العرب والمسلمين بالعار، يا من فضضتم بكارة الأمة وقدمتم دمها قربانا لإسرائيل".
نعم ..العالم ليس غبيا ولكنه يعرف مكانة مصر وقدرها لان لبلادنا قيمة ووزنا وثقلا سياسيا لذا تلتف دائما وابدا الانظار الي مصر لمعرفة رد فعلها ولكن اين مكانتكم علي الخريطة العالمية ..ماذا قدمتم وماذا فعلتم وماهو دوركم هل دبلوماسيتكم في اذكاء الصراع في ازمة الصحراء المغربية ضد جارتكم المغرب ..واذا كنتم تتغنون بالقضية الفلسطينية فماذا قدمتم لها الا الخيانة والعار والخزي.
واختتم المقال المسموم بالقول: "رفقا بكم أيها المتخلفون، يا من ليس في أجندتكم عيدا للاستقلال تحتفلون به شأن كل الشعوب المحترمة، لم نرحل بكم أبعد من تاريخنا المعاصر، ولو ذهبنا أبعد من ذلك لما اتسعت عشرات الكيلومترات من الورق، هذه بعض رموز أبناء وأحفاد حسيبة بن بوعلي وجميلة بوحيرد وجميلة بوعزة وزهرة ظريف ووريدة مداد، فما هي رموزكم يا أحفاد أبناء سامية جمال وبرلنتي عبد الحميد وتحية كاريوكا وليلى مراد وفيفي عبده ونجوى فؤاد".
والمتأمل والقارئ للتاريخ المصري يعرف تماما أن كل هذه افتراءات وأكاذيب وقصر نظر وجهل واضح، فكيف يكون لدينا عيد للاستقلال ونحن لم نتعرض للاحتلال بل كان انتدابا فقد كان لدينا ملكا وحكومة وجيشا يحكم بلاده وكانت تجري الانتخابات وكانت الحياة النيابية في أفضل حالاتها بينما كنت قابعون تحت الاحتلال لا تملكون من امركم شيئا ..وعندما وقعت ثورتنا المجيدة اخترنا عيدا نحتفل به سنويا .
ولعل مثل هذه المقالات العدوانية التي تسعى للنيل من كل ماهو مصري والاساءة الي رموزنا وتاريخنا وحضارتنا وقذفنا بالباطل، يجعلنا نيطرح سؤالا هام عن التوجه الجزائري نحو التصعيد خاصة وان تلك الصحيفة هي الرسمية الاولي بالجزائر والتي يتم تمويلها من المؤسسة العسكرية مما يعني رضا القيادة السياسية عما يكتب فيها.