لم يمر خطاب الرئيس المصري محمد حسني مبارك ظهر اليوم في إفتتاح دورة برلمانية جديدة لمجلس الشعب، دون أن يعلن موقف بلاده من الأحداث المثيرة للجدل التي كانت شهدتها الساحة الرياضية الكروية مؤخراً، والإعتداءات التي تعرض لها مواطنين مصريين في السودان الشقيق مؤخراً على خلفية المباراة التي جمعت المنتخب الأول هناك مع نظيره الجزائري، ونقلت الأمور من الرياضة إلى مسائل تخص الأمن والسياسة.
وكان خطاب الرئيس متزناً لدرجة كبيرة، حيث أكد لشعبه أن الإهانات التي تعرض له المواطنين المصريين في السودان لن تمر مرور الكرام، غير إنه أكد على أهمية الحفاظ على العلاقات العربية، وأهمية مراعاة مصالح الدولة السياسية والإقتصادية، خاصة وأن ذلك يمثل أولوية بالنسبة له.
وقال مبارك في رده على الجزائريين "أمن المواطنين بالخارج مسئولية الدولة .. نرعى حقوقهم ولا نقبل المساس بهم أو التطاول عليهم أو إهانة أي منهم .. كرامة المصريين من كرامة مصر، لا نتهاون مع من يهدر كرامتهم أو يهددهم."
وعلى الرغم من ذلك، أكد مبارك إنه لا مساس بعلاقات الدولة مع الأشقاء العرب " ستظل دائرة محيطنا العربي أولوية بالنسبة لنا، ونحن نقيم العلاقات على أساس التعامل السياسي والإقتصادي والإحترام المتبادل والمصالح المشتركة."
وبينما إنتهى لقاء الأربعاء الماضي بسلام داخل أرضية الميدان، وفازت الجزائر ببطاقة التأهل وسط تحية جميع الحضور بما فيهم الجمهور المصري، إلا أن ما حدث بعد ذلك لم يكن متوقعاً بالمرة، بعدما عاثت الجماهير الجزائرية فساداً في شوارع الخرطوم ترهب وتروع المصريين الذي لجأوا للإختباء كالمجرمين، وهو ما أثار الشعب المصري ودفعه للمطالبة بقطع العلاقات مع الجزائر ومحاسبة السودان على ما حدث.