تاريخ العالم في سطور

قبل وجود الزمن .... قبل خلق ما يسمى الوقت .... قبل كل شئ

كان لا شئ و لا زمن و لاوقت و لا ارض و لا مخلوقات تعيش على الأرض و الوقت

كان واحد فقط هو الذي كان موجودا ... كان و لم يكن احد معه و لا قبله و لا احد سيخلد معه و لا بعده

إنه الله .....الكامل الأوحد الأحد الذي لم يشبهه احد في هذه الصفة فلذلك "لا إله إلا هو" فمن له القدرة على شئ كهذا ؟

و كان اول شئ خلقه القلم .... ثم خلق اللوح المحفوظ ....

ثم فنظر الله تعالى للقلم ... و من هيبة القلم من الله تعالى شق و قطر المداد و هو لا يزال يقطر بالمداد ليوم القيامة... ثم قال الله تعالى له :
أكتب .
قال القلم : و ما أكتب ؟

قال تعالى : إن رحمتي سبقت غضبي ......انا التواب اتوب على من تاب

و في رواية : اكتب علمي في خلقي بما هو كائن الى يوم القيامة

و كان ذلك اول شئ يكتبه القلم في اللوح المحفوظ و كان القلم مخلوق من نور و قيل من لؤلؤة بيضاء

و قد كتب الله تعالى مقادير الخلائق قبل وجودها بخمسمائة عام

و اللوح مخلوق من درة بيضاء صحائفها من الياقوت الاحمر و من الزمرد الأخضر طوله مائة عام مثل ما بين السماء و الأرض

فخلق الوقت بنسب مقدرة حسب الشئ الذي يخلقه به .....فالنجم وقته غير وقت القمر غير وقت المريخ .... إلخ

فخلق الأرض فجعلها سبع أرضين ... و خلق بها شجرها و ترابها و نارها و مائها و الملائكة و الكعبة و الجن ثم الإنسان أخيرا

ثم استوى إلى السماء و هي دخان فسواهن سبع سموات بطريقة محكمة دقيقة للغاية كل واحدة طبق الأخرى فوق بعض بالتوالي

و جعل في السماء الأولى التي بها الأرض النجوم و الشمس و القمر و الكواكب لتستفيد الأرض من كل هذا فهي صفوة السماء الأولى ... و لذلك فإن الأرض تقع في وسط السماء الأولى ....و الكعبة صفوة الأرض و الكون جميعا و لذلك فهي وسط الأرض و بذلك فهي وسط كل العالمين

و كل سماء هكذا لها خلقها الدقيق جدا و خصائصها

و خلق الكرسي حول السموات السبع و الأرض ...و خلق العرش محيط بهذه الأشياء جميعا..... إلخ ثم استوى على العرش ..... لماذا؟ لأنه "المتكبر" "الذي ليس كمثله شئ" "و هو العلي" "الكبير" ... و دل على ذلك كله خلقه لهذه الأشياء كلها

و سبب خلق العرش محيطا بالعالمين اجمع .... انه ليعلمك الله تعالى درسا و هو ان الله فوق كل شئ ... لماذا؟ لأنه قال انه خلق كل هذه الأشياء في عدة ايات و بعد ذلك قال : ثم استوى على العرش ،اي الله تعالى .... و من احترامنا له ان لا نسأل عن كيفية استوائه .. و لذلك قال العلماء تجسيد الله شرك و خروج عن الملة لأنك بذلك لا توقر ربك و خالقك

و بعد كل هذا ماذا فعل الله تعالى ؟ يقول بالحديث القدسي "ما الأرض وسط السماء الأولى إلا كحبة و لا السماء الأولى في وسط السموات السبع إلا كحبة و بين كل سماء و سماء مائة عام و لا السموات السبع وسط الكرسي إلا كحبة و لا الكرسي وسط العرش إلا كحبة ... و ما كل هذه في علم الله و في رواية : يد الله إلا كأصغر ما يكون من حبة" الحديث فيما معناه

و من ضعف الأرض امام كل هذه المخلوقات حولها .... خلق الله تعالى عليها الجبال و جعلها عليها رواسي لتحميها من ان تميد و تختل

و نظرا لشدة الحر .... فجر الله تعالى من الأرض عيونا بقدرته فأحسنت من حرارة الأرض و اوسطتها و اعدلتها ... فكان بالأرض الحر و البرد و الرطب ... إلخ و خلق معها المطر تمطر عند طغيان الحر على البرد رحمة بأهل الأرض بإذن الله لأنها خلقت بيده فتمطر بإذنه ... كل شئ خلقه الله كما رأينا فبذلك لا تفعل بشئ إلا بإذنه و مثالا على ذلك الملائكة المكرمون

و لكي لا يطغى البرد على الحر .... خلق الشمس لعدة مهام منها ان تضئ للمخلوقات على الأرض ليستفيدوا من ضوئها و ان تعدل لهم الجو ... و بذلك كان الجو على الأرض معتدلا خلاف الزهرة الملئ بالحر و خلاف المريخ الذي ليس عليه حياة و خلاف نبتون الذي كله برد ... إلخ

فكانت الأرض بذلك صفوة الله في كواكبه ... بها كل مواصفات كواكبه ... بها المعتدل و الحر و البرد ...إلخ

و خلق الملاكئة فجعلها انواعا و اقساما و احجاما و الوانا ..... منهم ذي الجناحين و منهم ذي الثلاث و من ذي الأربع ... إلخ

و ورد عن النبي صل الله عليه و سلم ان الله تعالى خلق ملائكة من نار و ثلج .... ثم قال صل الله عليه و سلم : سبحان الذي ألف بين الحر و البرد !

و خلق تعالى ملائكة في السموات السبع ... منها الذي منذ خلق ساجد ليوم القيامة و منها الراكع لله ليوم القيامة .... ثم يأتي الله تعالى بهم يوم القيامة فيسألهم عن عملهم فيقولون من تواضعهم و حرصهم : امرتنا فقصرنا و كفّلتنا فأهملنا ..

و منها الموكل بأرزاق المخلوقات و منها الموكل بأرزاق بني ادم

و منها الموكل بتسجيل أعمال بني أدم ... و لكل بني ادم ملكان يرصدانه حيث ذهب و فعل

و منها الموكل بتبليغ المهمة الرسالية او النبوية للنبي او للرسول

و منها الموكل بأخذ الصور و النفخ فيه عند قيام الساعة فينفخ فيه مرتين .... و هو منذ خلقه الله ماسك بالصور ينتظر للآن متى يؤمر بالنفخ فيه !

و منها التي مهمته قبض الأرواح ..........إلخ

ثم خلق بعد كل هذا الجن ... فأسكنهم الأرض و كفّلهم بأعمال لكنهم عصوه فقتلوا بعض و غدروا ببعض إلا قليلا منهم .... فأنزل الله تعالى ملاكئة من عنده فطردت هذه الجن إلى جزائر البحار و قتلتها .... ثم اخذت الصالحين فيهم فقط من الأرض للجنة و كان رئيس صالحي الجن عزازيل" اسم ابليس قبل معصيته" .....

حتى ورد ان عزازيل هذا كان احب الى الله من الملائكة !

ثم اراد تعالى ان يخلق خلقا اخر بعد الجن ليحل مكانهم و يسيروا سيرة احسن منهم ... و لذل لم يقل "اني جاعل في الأرض خلقا" بل قال في الأرض خليفة ... لأنه الخليفة يكون بعد احد سبقه

ثم بعد إهلاك الجن و إنقراضهم .... قال تعالى للملائكة معجزهم : إني جاعل في الأرض خليفة ... فأجابت الملائكة يظهر فيها قصور عقلها امام الله لأنها مخلوقة صغيرة تتكلم امام خالق كبير لا تدرك مدى حكمة الله تعالى : اتجعل فيها من يعصيك و يسفك الدماء ؟ !!

فقال تعالى : إني اعلم ما لا تعلمون

و ليس استشارة الله تعالى للملائكة ضعفا لله حاشى لله ..... بل هو تعليما و درسا من الله تعالى للملائكة انهم يجب ان لا يفعلوا شيئا إلا بإذن الله تعالى ... و لأن الملائكة لا تعلم المستقيل فأعلمها الله ما بالمستقيل لتستعد له و للعمل بما فيه من كتابة اعمال الخلائف التي سيخلقها الله على الأرض

و ايضا ليعطينا الله درسا لأن نستشير و لا نفعل ما يحلوا لنا ... و الله تعالى اعلى من هذا بكثير لكن نبهنا على ذلك لنفعلها لأهميتها

و الذي يوضح ان الملائكة لا تعلم الغيب انها تكلمت بناءا على معلومات قديمة اتجعل فيها من يفسد و يسفك الدماء ؟ لأنهم راوا مثل ذلك قبلا

و الله خلافهم يعرف المستقيل و كل شئ و إحاطة بكل شئ فقال : اني اعلم ما لا تعلمون

فلذلك قيل : حكمة المخلوق لا تدرك حكمة الخالق و لو كان احكم المخلوقين

و تقدير المخلوق لا يُضاهي تقدير الخالق و لو كان احسن المخلوقين صنعا

و قد قلنا ان الله خلق الأرض قبل الذين يسكنونها و يُستخلفون بها كما بالآية "إني جاعل بالأرض خليفة" فقد خلق ادم هذا المستخلف آخر الخلق ... لماذا ؟

قال ابن الجوزي : لأنه مهد الدار قبل الساكن

ثم خلق الله تعالى جنة على الأرض أختبارا لأدم و حواء و إبليس ..... ترى من سينجح في هذا الإختبار ؟ و من سيغتر بهذه الجنة ؟

فأسكن الله تعالى الجن و الملاكة هذه في الجنة .... ثم خلق امامهم آدم ....

ورد في قصص الأنبياء للثعلبي :

((خلق رأس ادم و جبهته من تراب الكعبة
و صدره و ظهره من بيت المقدس
و فخذيه من ارض اليمن
و ساقيه من مصر
و قدميه من ارض الحجاز
و يده اليمنى من أرض المشرق
و يده اليسرى من ارض المغرب...إلخ الحديث))

و لذلك شاهد من حديث رسول الله "ان الله خلق ادم بيده من قبضة قبضها من جميع الارض من السهل و الجبل و الاسود و الابيض و الاحمر فجائت الأولاد على الوان الأرض"

فخلقه الله تعالى على الأرض بقدرته من ترابها

ثم سواه علقه ثم مضغة ثم عظما ثم لحما فصيره خلقا آخر فتبارك الله احسن الخالقين

و خلق حواء من ضلع أدم الشريف .... و لذلك فهي ضعيفة لا تتحمل مهام الرجال و لها مهامها الخاصة بها

فأمر الملائكة و الجن المؤمنون بالسجود لآدم فسجدوا اجمعون و كان اولهم ميكائيل و اسرافيل .... إلا عزازيل فيهم لم يسجد فسمي إبليس بعد ذلك لأنه عصى فأبلس من رحمة الله ... و كان سبب عصيانه تكبره بعبادته نظرا لأنه كان رئيس قومه في العبادة فأغتر بمكانته و عبادته فتكبر و كان من الغاوين و كان بدون علم .... و لذلك قيل : العلم خير من العبادة

فعند معصيته ربه مسخه بأبشع صورة و ابشع عقل مفكر و قال له اخرج من جنتي

فأزداد إبليس غضبا و تكبرا فقال خاسئا : سأغوى عبادك كلهم اجمعون

فقال تعالى : اغوى منهم من شئت فلن يتبعك منهم احدا إلا الغاوون و إن عبادي ليس لك عليهم سلطان منهم الصالحون

فأهبط الله تعالى إبليس إلى البصرة و أدم لمكة و حواء بجدة

و بعد ذلك عصى ادم ربه فنسى ..... فتذكر ادم ربه فأستغفر فتاب ربه عليه

و ورد ان ادم لما عصى هو و زوجته حواء بدت سوءاتهما .... فأخذوا بتغطيت سوءتهم بورق الجنة فقال الله تعالى لأدم : لماذا تتخفى مني يا ادم ... اتظن اني لن اراك ؟

فقال ادم : لا يا رب بل حياءا منك

فتاب الله على ادم و عفا عنه و اخرجه من الجنة و وعده ان يرجع لها إن ظل على توبته و عبادته لموته فسيدخلها ثانية

و لذلك ظل ادم يبكي طول حياته يسترجع توبته ... كلما تذكر خروجه من الجنة بكى من خشية الله و لذلك بارك الله في عمر آدم فعاش الف سنة و اكثر من اولاده و نسله و جعله نبيا و من بعده ابنه نبيا خليفا "شيث" كما سيأتي

و كان اول ما اكل ادم من الأرض بعد هبوطه ثمر التين و قيل الحنطة

و كان ادم على صورة يوسف في حسنه و جماله .... لكن بعد معصيته سلب الله من ادم حسنه و كتب ذلك الحسن ليوسف و اعطى ادم صورة عادية بلا جمال كالسابق... و طرده من جنته بعد ان عصاه و قال له : إنه لا ينبغي لأحد عصاني ان يجاورني

و نتسائل : لماذا اخرج الله تعالى ادم و حواء من الجنة خروجا سالما عاديا و فتح لهما باب التوبة و وعدهما بدخول الجنة ثانية ... لكن إبليس اخرجه الله بطرد شر طرده و سد عليه باب التوبة و وعده ان لا يدخل الجنة ثانيا و انه لن يدخل غلأا النار يوم القيامة ؟

ج: لأن ادم و حواء عصيا لكنهما استغفرا و لم يتكبرا لمعصيتهما و بكيا عليها .... أما إبليس فقد تكبر بمعصيته و لم يرجع عنها حتى الآن و ليوم القيامة فأستحق بذلك الطرد شر طرده

ميرسى ياسسماء موضوع جميل اوى يا عسل