لا يمكننا أن نتخيل أن كل نداءات العاقلين ذهبت سدى أمام الهمجية والغوغائية، والسؤال الحقيقي هل كان هناك مصري واحد سيظل على قيد الحياة في السودان لو كانت مصر تأهلت لكأس العالم..!؟
هذه ليست أنباء عليها جدل أو هناك شك في مصداقيتها، فمن المستحيل أن يخرج وزير الإعلام المصري ويخاطر بعلاقة بلده بالسودان بالقول إن مصر قد تتدخل في حالة عدم ثبوت قدرة السودان على حماية المصريين إلا لو كانت هناك كارثة تحدث بالفعل وهو ما تؤكده مصادرنا.
الهمجية وصلت لذروتها بالفعل بل إنني تصورت أنه بعد مقالات الكثيرون ومنها المقالة السابقة التي كتبتها ستهدأ الأمور، لكن ما حدث في السودان لا يمكن السكوت عليه.. مطاردة المصريين في الشوارع ومحاولات الإعتداء عليهم وضرب وجرح الكثيرين منهم بل ووصول الأمر إلى لجوئهم إلى أماكن سرية للإحتماء والإختباء من الهمجية التي حدثت بل ومناشدة الوزير المصري للمصريين هناك بالإلتزام بمخابئهم لحين التأكد من السيطرة على الأمور.
وصل الأمر إلى أن تعتدي على أُخوتك رغم أنك فائز وسعيد.. المتوقع أن يحدث الع** لكن لم يحدث ذلك لأن المصريين استمعوا لنداء العقل وقرروا أن يعودوا في سلام وهدوء وحزن لكن ماذا تفعل أمام تلك الكراهية الشديدة والغريبة جداً والمريبة جداً جداً ..! .. كراهية فاقت الوصف وإعتداءات بالجملة على كل ما ومن يمت بصلة لمصر.
إذا كان كأس العالم هو المبتغى فليذهب كأس العالم للجحيم.. مبروك لمحترمي الجزائر ولا مبروك لكل من اعتدى على هؤلاء الأبرياء -ومن سعدوا بهم-.. هناك أخبار تصلنا من مصادرنا تتحدث عن أشياء بشعة حدثت وربما تحدث هناك في السودان والسؤال هو لماذا ؟
هل لحادثة شارك فيها بضعة عشرات قذفوا ببعض الأحجار على حافلة المنتخب الجزائري وأصيب بعض أعضاءها بجروح طفيفة لكن بقية المشجعين الجزائريين في القاهرة لم يتعرضوا لشيء ولا عزاء للصحف الصفراء ؟ ولو كانت حادثة الحافلة سبباً للغضب الجزائري فألم يكفي الإعتداء على مواقع شركات المقاولون العرب، أوراسكوم ومكتب مصر للطيران بالجزائر ثم رشق حافلة المنتخب المصري هي الأخرى بالأحجار في السودان ؟ ألم تنطفئ النار بعد التأهل لأهم بطولة لكرة القدم ؟ أم أنه لابد وأن تحدث كارثة حقيقية بين البلدين ويُراق دم مسلم عربي لكي ننتهي من هذه المهزلة ؟
أؤكد لكم أنني كنت أنوي كتابة مقالة أهنئ فيها المنتخب الجزائري على تأهله ومازلت أقولها للمحترمين الجزائريين لكنني سأكتفي بقول كلمة واحدة عن كأس العالم لمن اعتدى على المصريين هناك في السودان: اشبعوا بيه..!
) إن المنتخب الجزائري سيتلقى دفعة بأن يلعب في ملعب محايد بينما سيفقد المصريون مؤازرة الـ80 ألف متفرج وسيكتفي بنصف الملعب من المشجعين، لكن لم يدر في خلدي أبداً أن يزداد الطين بلة بأن يكون هؤلاء المشجعون هم الفنانين والفنانات ومن معهم ويلعب المنتخب المصري أمام هدير وصافرات المشجعين الجزائريين وكأنه يلعب في عنابة .. بالفعل وللأسف أغلب من ذهب إلى تشجيع مصر هم اللي مالهمش فيها.. لا تحزنوا يا لاعبي مصر فلطالما أسعدتم هذا الشعب المكافح وكل المصريين فخورين بكم فأنتم أبطال أفريقيا وليس دائماً الأفضل من يفوز في كرة القدم.
موضوع: كأس العالم ؟ اشبعــــوا بيــــه 
السبت 21 نوفمبر 2009, 4:19 am
